رام الله ـ ميرفت صادق رغم ما يتعرض له يوميا وعلى مدار أكثر من عشر سنوات مضت، بقي الفلسطيني أبو جمال متمسكا بأرضه وبيته. أكثر من مرة حاولت مجموعات المستوطنين السيطرة على ارضه وهو تعرض لشتى أنواع العذاب والإرهاب والاعتداء الذي يهدد حياته وحياة أبنائه السبعة إلا انه لم يستسلم.
أبو جمال "خالد محمد دراغمة" قاوم المستوطنين وحيدا بلا سند وعون من أحد، ولا حتى من السلطة والمستوى الرسمي، وحين سيطر المستوطنون على بيته في العام 2007 لم يجد سوى روحه للدفاع عن بيته وقام بطعن أحدهم إلى ان هرب البقية، وتعرض للاعتقال مرات ومرات.
المقاومة هي السبيل
هذه المعركة التي استطاع حتى الآن الفوز بها بصموده وإصراره على البقاء على ارضه التي ساومه عليها المستوطنون بملايين الدولارات، لا تزال مستمرة حتى اليوم، حيث استولى المستوطنون على الخان بعد أربع سنوات، استطاع بعدها طردهم لتبدأ رحلته القضائية للبقاء في الخان.
يقول:" اقتحموا الخان ليلا وبقوة السلاح سيطروا عليه، لم أجد سوى البقاء رغم أنهم كانوا مسلحين وكانت دوريات الجيش لا تفارقهم أبدا، كانوا نحو 20 مستوطناً، أقاموا في المنزل وعاثوا فيه فسادا، وخربوا المزروعات وقلعوا الشجر، كانوا يقضون الليل بالصراخ وإصدار الأصوات المزعجة". ثلاثة أشهر و هو على هذه الحال، كر وفر مع المستوطنين، حتى تمكن من طعن احدهم حاول الإعتداء عليه، و بالفعل لم يبق منهم أحد بعد ذلك.
خان ابو جمال الدراغمة ويقع الخان على أراضي تبلغ مساحتها 22 كلومترا، في الطريق الواقع ما بين نابلس ورام الله، بالقرب من قرية اللبن الشرقية، وهي المنطقة المحاطة بالمستوطنات الصهيونية من كل اتجاهات، وهي مستوطنة "معاليه لبونة" ومستوطنة "شيلو" ومستوطنة "عيلي".
حفاظا على ما تبقى من الأرض
يقول أبو جمال:" إن الخان يحول دون ربط مستوطنة "معاليه لبونة" بباقي المستوطنات التي تمتد من الاغوار وحتى حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وهو ما يجعله الهدف الكبير لمستوطنين وسلطات الاحتلال.
وتبدأ القصة التي لا تنتهي ولن تنتهي، كما يقول أبو جمال، في العام 2003 حيث بدأت اعتداءات المستوطنين التي وصلت حد الضرب والاعتداء الجسدي علي وعلى أبنائي، وبعد سنوات احتلت مجموعة كبيرة من المستوطنين الخان ورغم وجود أوراق ملكية رسمية لدي، إلا أن سلطات الاحتلال رفضت إخلاءهم من الخان".
الدراغمة على جراره
في ذلك الحين لم يجد أبو جمال سبيلا سوى التوجه لمحكمة الاحتلال لإثبات ملكيته للخان، وبالفعل قام بتقديم الأوراق الثبوتية ورفع قضية وكسبها، إلا ان شيئا لم يتغير على أرض الواقع فلم يجد أمامه سوى الصمود والمقاومة حتى تمكن من إجلائهم بالقوة بعد ثلاثة أشهر.
وكان الخان عبارة عن مكان يقضي فيه أبو جمال وقته لزراعة الأرض والحفاظ عليها، إلا أن تجربته مع المستوطنين جعلته يترك منزله في قريته "اللبن" ويعيش في الخان مع عائلته لمقاومة أية اعتداء أو محاولة جديدة للسيطرة عليه.
ولم تقف الضغوط على أبي جمال عند حد الاعتداءات المباشرة فكانت الإغراءات المالية بشراء الأرض والخان حينا وإقامة مشاريع زراعية مشتركة حينا أخر.
تخريب وتهديد
وبعد فشل هذه المحاولات وإصرار أبي جمال على البقاء في أرضه، لجأ المستوطنون لسياسة الاعتداءات والتخريب والتهديد المباشر، فبدأوا بهدم الجدران الاستنادية وقلع الاشجار التي زرعها وتعرض للاعتقال لأكثر من 6 مرات والتنكيل بعائلته.
وقال إن المستوطنين قاموا بتسميم بقرة وقتلوا الحصان الذي يستخدمه للحراثة وحرقوا جراره الزراعي، مشيرا الى أن هجمات المستوطنين ليس لها وقت محدد فأحيانا يأتون في منتصف الليل، وأحيانا الفجر.
الدراغمة ..متمسك بحماية الارض
ويعتبر خالد دراغمة أن صموده في الخان، هو حماية لتلك المنطقة من التوسع الاستيطاني المستمر للمنطقة، والذي يسعى الاسرائيليون من وراء السيطرة عليه الى ربط المستوطنات ببعضها ضمن سياسة التوسع الاستيطاني الممنهجة التي تتبعها حكومة الاحتلال.
وينتقد أبو جمال إهمال المستوى الرسمي الفلسطيني وعدم دعم صموده، وتقديم المساعدة له مشيرا إلى أنه يتابع كل هذه القضايا لوحده، دون أي مساعدة أو تدخل من السلطة الفلسطينية.