قالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، اليوم السبت، إن الوسطاء أبلغوا حركة "حماس"، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي ستعيد، رسمياً أوضاع قطاع غزة إلى ما كانت عليه قبل معركة "سيف القدس"، بعد التوصّل إلى اتفاق على توزيع المنحة القطرية، وقرار بإعادة فتح معابر القطاع بشكل كامل.
وبحسب الصحيفة اللبنانية، فقد تواصلت الاتصالات بين قيادة "حماس" وجهاز المخابرات المصرية طيلة اليومين الماضيين، ليطلب المصريون من الحركة، بعد إعلان الأخيرة إقامة مهرجان في ذكرى إحراق المسجد الأقصى على الحدود الشرقية لمدينة غزة، عدم الانزلاق إلى اشتباك وتصعيد.
وجاء ذلك إثر تأكيد تل أبيب للقاهرة انتهاء ترتيبات إدخال المنحة القطرية مطلع الشهر المقبل، وفتح معابر غزة أمام جميع البضائع، بما فيها مواد إعادة الإعمار. لكن الفصائل أكدت، للمصريين، أن خطوات الضغط الميداني ستتواصل خلال الفترة الحالية إلى حين دخول المنحة القطرية بشكل فعلي، بالإضافة إلى عودة عمل المعابر بصورة طبيعية، والبدء في إعادة الإعمار، والسماح بدخول المواد التي تُستخدم في البنية التحتية، بالإضافة إلى مستلزمات البناء.
في هذا الوقت، بدأت الانتقادات الإسرائيلية لحكومة الاحتلال على خلفية تراجعها عن القيود المفروضة على غزة، خلافاً لتصريحات سابقة لقادتها بنيّتهم تغيير الواقع في القطاع، إذ اعتبر المحلّل في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أليؤور ليفي، أن "الاتفاقية المُوقَّعة بين قطر والأمم المتحدة ليست سوى استمرار لنقطة اللاعودة، لقد اعتادت حماس على تمرير الأموال لسكّان غزة، وفرضت ذلك على إسرائيل بحيث لا يمكنها العودة إلى الوراء، حتى لو كان ثمن الحصول عليها مواجهة عنيفة".
وأضاف أن "الاعتماد على قطر قد يمنحنا بعض الهدوء على المدى القصير، وربّما حتى على المدى المتوسّط، لكن في الوقت الحالي ستستمرّ حماس في إعادة التأهيل، وتحسين وإنتاج الصواريخ، ومحاولة خلق مفاجآت جديدة لنا. لقد حصلت على منحة وإغاثة بينما لم تحصل إسرائيل على تقدّم أو حلّ لقضية الأسرى والمفقودين".
من جهته، أشار المحلّل في قناة "كان" العبرية، غال بيرغر، إلى أن "كلّ التنازلات التي رفضت إسرائيل منْحها لحماس تعود إليها شيئاً فشيئاً... لا يتعلّق الأمر بعد بإعادة إعمار قطاع غزة، لكن لا تقلقوا فهذا سيأتي أيضاً... سيكون الاختبار التالي لإسرائيل هو ما إذا كانت إعادة إعمار قطاع غزة أو الترويج لمشاريع ضخمة هناك سيكونان مشروطيْن بالفعل بعودة الأسرى والمفقودين الإسرائيليين... سيكون الاختبار التالي من السنوار هو: متى سينفد صبره في ظلّ هذا الوضع في إسرائيل".